السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ
ان كثرة المال ليست هى السعادة الحقيقية .
بل ربما كانت كثرة المال وبالاً على صاحبها فى الدنيا قبل الآخرة
وفى الحديث الذى رواه انس عن النبى صلى الله عليه وسلم ..
(من كانت الآخره همه جعل الله غناه فى قلبه وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهى راغمة ،ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأت من الدنيا الا ما قدر له ) رواه الترمزى
.
وقال بعض السلف : من أحب الدنيا فليوطن نفسه على تحمل المصائب ، ومحب الدنيا لا ينفك عن ثلاث : هم لازم وتعب دائم وحسرة لا تنقضى وذلك ان محبها لا ينال منها شيئاً الا طمحت نفسه الى ما فوقه كما فى الحديث الصحيح ..لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتقى لهما ثالث )
اذن السعادة ليست فى وفرة المال ولا سطوة الحياه
ولا كثرة الولد ولا نيل المنفعة ولا فى العلو المادى ،
انما شى معنوى لا يرى بالعين ولا يقاس بالكم ولا تحتويه الخزائن
فهو شىء يشعر به الانسان بين جوانحه وصفاء نفس وطمأنية قلب وانشراح صدر ،
وراحة ضمير .
فقد حدث زوجاً غاضباً زوجته فقال لها متوعداً : لأشقينك ،
فقالت الزوجه فى هدوء :لاتستطيع ان تشقينى ، كما لا تملك ان تسعدنى ،
فقال الزوج فى حنق وكيف لا أستطيع ؟
فقالت الزوجة فى ثقة :لو كانت السعادة فى راتب لقطعته عنى ،
او زينة من الحلى والحلل لحرمتنى منها ، ولاكنها فى شىء لا تملكه انت ولا الناس أجمعون !
فقال الزوج فى دهشة : وما هو ؟
فقالت الزوجه فى يقين : انى اجد سعادة فى ايمانى ،وايمانى فى قلبى ،
وقلبى لا سلطان لاحد عليه غير ربى .
هذه هى السعادة الحقيقية والتى لا يملك بشر ان يعطيها وينتزعها ممن اوتيها .ولكن هنالك من القدر المادى الازم لتحقيق السعادة .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث سعد بن ابى وقاص :من سعادة ابن آدم ..المرأة الصالحة ،والمسكن الصالح،والمركب الصالح.)رواه أحمد
وقال عليه الصلاة والسلام ..من اصبح آمناً فى سربه ،معافى فى بدنه،عنده قوت يومه ،فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )رواه البخارى والترمزى.
اخيراً اذا كانت السعادة شجرة منبتها النفس البشرية والقلب الانسانى فان الايمان بالله وبالدار الآخرة هو ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها .